السيد محمد الغروي:
مرارة الواقع في جبل عامل جعلت القائد المغيب يغير مساره من التأليف الى العمل الاجتماعي والسياسي ومن ثم الى النضال والمقاومة.
الامام الصدر اول من شدد على خطورة المخططات الاسرائيلية وحث على النضال والتحرر.
في اطار مواكبة اذاعة صوت الفرح وموقعها الالكتروني للتكريم الذي ينظم من قبل جمعية البر والاحسان وحركة امل في الثالث عشر من الشهر الجاري لثلاثين شخصية عاصرت القائد المغيب الامام موسى الصدر، نستمر باستضافة الشخصيات المكرمة في استوديو اذاعة صوت الفرح وعبر صفحات الموقع الالكتروني للاذاعة.
ونسلط الضوء في هذه المقابلة على شخصية تتلمذت على يد السيد الخوئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر، عاشت في النجف الاشرف وتعرفت هناك على القائد المغيب حيث وبعد انتقالها الى لبنان، مكثت في مدينة صور وكانت في خدمة سماحته.
وهنا نتحدث عن السيد محمد الغروي الذي شرف اذاعة صوت الفرح بحضوره، حيث حاوره الاعلامي الزميل هادي مكنا وهذا ابرز ما جاء في المقابلة الخاصة به:
• كان لمجيء سماحة الامام الصدر الى مدينة صور غاية ورسالة، حدثنا عن ذلك؟
لا نستطيع في وقت قصير ان نتحدث عن العمالقة بشكل مفصل ولكن نستطيع ان نعطي لمحة عن القيادات التي وهبها الله سبحانه وتعالى للأمة.
أثناء قيام الامام المغيب في جولة في مصايف صوفر، حيث كان المغتربون الشيعة يصيفون هناك بعد مجيئهم من افريقيا، وعند زيارة احد الاصدقاء هناك لاحظ مناظر انحلال غير مرتبطة بالوضع الاسلامي عند المغتربين اللبنانيين، فقال لي حينها:” انني جئت الى لبنان لاقامة صلاة الجماعة والارشاد والتوجيه ومراجعة ما كتبته في الفقه والاصول والفلسفة والابحاث العلمية والفقهية والفلسفية ولاعيد كتابة هذه الامور كلها واطبعها ولكنني حين جئت الى صور ورايت المجتمع في صور وفي لبنان يعيش وسط الحرمان وان الساسة يعملون لمصالحهم الخاصة ولا يهتمون بالفقراء، فهنا كان لي توجه جديد لمساعدة الفقراء وتحسين وضع جبل عامل ولبنان”.
وهو من قال أمالنا والامنا لما شهده من واقع مرير للطائفة الشيعية فتحرك لانقاذ الناس فانتمى الى جمعية البر والاحسان بعد أن أسسها السيد المقدس عبد الحسين شرف الدين ومن ثم بعث فيها الامام المغيب روحا جديدة، واسس المهنية في جبل عامل لاحتضان الايتام وابناء الفقراء وتعليمهم واصلاحهم، كما اسس حركة المحرومين والتي كانت حركة اجتماعية في بادئ الامر وحوت شخصيات مثقفة من الشيعة والسنة وحتى المسيحيين، ولكن تبين له ان العمل الاجتماعي لا يكفي وحده فهناك عدو يتربص في لبنان وهنا برز تاسيس العمل المقاوم.
• ماذا عن الوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة التي عززها السيد موسى؟
عزز الوحدة الاسلامية وهدف لكي تكون كلمة السنة والشيعة كلمة واحدة، وعند تاسيس حركة المحرومين اتى بشخصيات سنية مثقفة ولم يكن انذاك مجلس اعلى للشيعة فبعد تفاوضه مع دار افتاء السنة استعد للجمع بين السنة والشيعة في مجلس اسلامي واحد، ولكن ذلك رفض فالسيد اضطر عند ذلك تاسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
فالمغيب كان ياتي في احتفالاته بشخصية سنية لتشارك وتلقي كلمة، وكان يذهب ويشارك في احتفالات الطوائف الاخرى، وكان في طليعة من يريد جمع كلمة الاسلام في لبنان .
• كما عزز الوحدة الاسلامية عزز الوحدة الوطنية بين المسيحية والاسلام، ماذا عن ذلك؟
كان يقول علنا على المنابر ان لبنان لا يطير الا بجناحيه الاسلامي والمسيحي وكان يحاور المسيحيين وياخذ بآراهم ويزور الكنيسة ويلقي الكلمات بعد الصلاة، وكان اول عالم ديني اسلامي يقوم بذلك، وهناك التقط له احد المصورين صورة وعلى عمامته صليب السيد المسيح.
ولا ننسى حادثة تشجيعه لارتياد محل المرحوم انتيبا لتناول البوظة في صور، بعد ان نفر منه اهالي الشيعة كونه ينتمي الى الدين المسيحي وهو اول من زار محله وتناول البوظة هناك.
وفي مسألة الاحتفالات في ايام عاشوراء وفي شهر رمضان فكان ياتي بخوري او بمطران ليلقي كلمة وكان لذلك دور كبير في تعزيز التعايش الاسلامي المسيحي، وقد اعجبت به الشخصيات المسيحية واعتبرت ان صورته هي صورة الاسلام السمحاء.
• ما دور القائد في الحث على المقاومة والنضال؟
اهتم بقضية المقاومة وجعلها جزءا من حركة المحرومين لانه كان متيقظ لطمع العدو بجبل عامل وكان يعلم ان كل مشاكلنا سببها اسرائيل وهي تريد ان تسلخنا من هويتنا وثقافتنا لذا علينا محاربتها، وفي خطبه خصص حيزا كبيرا للمقاومة ودورها واسس افواج المقاومة اللبنانية التي قدمت الكثير من الشهداء وفي الصفوف الاولى، وكما حث الفلسطينيين على مقاومة العدوان وبيع كل ما يملكون في سبيل المقاومة، فسفره الى ليبيا كان بسبب تأمين ملاجئ لجبل عامل لمقاومة العدوان والدفاع عن الوطن.
• ماهية علاقتك مع سماحة القائد؟
هو من أرسلني الى صور لأصلي صلاة الجماعة بالناس، وعرّف الناس علي عبر طلبه بأن أصلي صلاة الجماعة وهو أول من صلى خلفي.
• هل هناك شخصيات تذكرك بشخصية الامام حالياً ؟
هناك أوصاف متواجدة في شخصية الامام الخميني وفي شخصية السيد حسن نصر الله الذي يعلن بدوره ان الامام الصدر هو امام المقاومة وامامنا ويراجع سيرته دائما.
• ما الفراغ الذي تركه الامام ؟
الفراغ كبير لأنه كان يجمع كل اللبنانيين والجميع كان يحبه ولكن ليس حباً سياسياً بل حب فيه كل الابوة، وقد تجسد الفراغ الذي تركه في العلاقات الاجتماعية والقضايا التوجيهية على الرغم من ان السيد حسن نصر الله ملأ الفراغ لجهة المقاومة والنضال.
• جيلنا الجديد يفتقد معاصرة القائد المغيب، ماذا تقول لنا عنه ؟
انصحكم بمراجعة ما كتب عنه ( يوميات الامام الصدر) وخطبه ومواقفه، فعند ذلك تستفيدون كثيرا.
• كيف تقيم تكريم جمعية البر والاحسان وحركة امل لمن عاصر القائد المغيب ؟
نشكرهم على ذلك، وهذا التكريم تكريم للامام الصدر ونهجه وهؤلاء الاشخاص هم تلامذة الامام الصدر وهذه التكريمات تبين للجيل الناشئ صورة القائد.
• كلمتك الاخيرة لاذاعة وموقع صوت الفرح :
أشكر أسرة إذاعة وموقع صوت الفرح وفي طليعتهم السيد عبد العزيز شرف الدين ونجله السيد علوان على إهتمامهم بالقضايا الإجتماعية وأتمنى لهم دوام التوفيق .
